فتوى

ما يتعلق بمخاطبة المرضى المسحورين أو الممسوسين

السؤال:

يقول السائل: شيخنا المبارك نرجو منكم إفادتنا بأدلة وأقوال لأهل العلم حول ما يتعلق بمخاطبة المرضى المسحورين أو الممسوسين من منع أو جواز كما نسمع من بعض القراء اليوم من يخاطب المرضى قاصدا مخاطبة الجن الذي في المريض فيقول: من أرسلك؟ ومن أدخلك؟ ولماذا دخلت فيه؟ وكيف دخلت؟ والمريض ينطق بالإجابة بلسانه أو بلسان غيره، ومن هنا يحدث الخصام ويشتد النزاع وتحصل الفتنة بين الأقارب وفي أوساط المجتمع ودخل الناس في مشاكل وفتن عظيمة قد تكون لا نهاية لها، فما توجيهكم ونصحكم للقراء والمرضى ومن يشيع ذلك بين الناس؟ وهل يعتبر تشهيرا وتشويها لمن نطق به؟ وما هو الواجب في ذلك: النشر، أم الكتم؟ وما عقوبة من نشر ذلك شرعا وعرفا بأن فلانا سحر فلانا أو وضع له سحرا بمجرد ذلك النطق المسموع من فم المريض؟ نريد الجواب الشافي الكافي في هذه المسألة لأهميتها وانتشارها بين الناس ولما يترتب عليها من فتن ومشاكل حتى أوصلت بعض الناس إلى مشادة ومشارعة ومنازعة في المحاكم والنيابات وغير ذلك وفق الله الجميع لكل خير؟

أخوكم ومحبكم أبو الرجال الأشهبي أحمد بن سعيد المقطري

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله القائل: ((لكل داء دواء)) فأقول الرقية الشرعية التي تكون بالقرآن مثل قراءة الفاتحة والمعوذات وغيرها مشروعة وكذلك الأدعية من السنة والمباحة فيها الخير الكثير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل)) ولكن إذا كانت هذه الرقية سيكون من ورائها ضرر أكبر من ضرر المرض فلا حاجة للناس فيها، فأقول على الراقي أن يُعَوِّذ المريض ولا حاجة لكثرة الكلام مع الشيطان إن ظهر على لسان المريض أو السحر ولا يجوز تسجيله وبثه بين الناس لأنه يخوفهم وأيضا قد تحصل فتن بين الناس وقد يصدقون الجني ويقولون من أرسلك فيقول فلان وهو كذاب فعند التحقيق يريد المحارشة فمعروف في الشرع على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين، فبعض الناس يصدق الجني مائة في المائة، وأقول الجني هذا ليس بعدل حتى نصدقه قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..}، وقال تعالى: {واشهدوا ذوي عدل منكم} والجني ليس بعدل بل هو معتدي على المريض فعلى الراقي لا يخبر الناس بما قال في فلان أو فلان، الأمر الآخر قد جُرِّب هذا وعند التحقيق يظهر أن الجني كذاب ويحارش بين الأسرة نفسها، والأمر الآخر إن أراد أن يعرف أنه سحر يسأله فيقول أين السحر نخرجه فإن صدق أخرج السحر وإلا يكفي الرقية فالمحارشة بين الناس من الكبائر والفتن المحرمة. وأيضا لو تقول له ما اسم الساحر ما يرضى، ولو عرفنا الساحر أيضا فالحكومات لو اشتكَيْتَ بالساحر وعُرِفَ وحقق معه فهي لا تعاقبه فلسنا في زمن عمر حين أمر بقتل كل ساحر وساحرة. وجندب قتل ساحرا. فنقول: إذًا ما بقي معنا إلَّا الصبر والاعتصام بالله. وكان شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله يحذر من فتن الجن ويقول لا يصدقون في هذه الأخبار، وغيره من العلماء على هذا، والراقي الذي لا ينتهي بعد هذا البيان لا يذهب إليه ولا يرقى عنده، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.

أجاب عنه فضيلة الشيخ 

أبي عبد الله عثمان بن عبد الله السالمي

3 صفر 1442 هجرية

20 / 9 / 2020 م

فتوى ما يتعلق بمخاطبة المرضى المسحورين أو الممسوسين