salimi.al3ilm.net
حكم أخذ الولي مهر البنت
سؤال عن حكم أخذ الولي مهر البنت أسئلة في درس ظهر 29 شوال 1443 هجرية س1: يقول السائل: شاب تزوج امرأة ثم طلب أهلها بعد الزواج منها مهرها (يعني الذهب بحجة) أن هذا عرف في بلادهم، وخشية أن يبيعه الزوج، وإذا لم تعطيهم سيقاطعونها. فالسؤال: 1- هل المهر حق للأهل أم للزوجة؟ 2- وإذا كان حق للزوجة فهل لهم أن يأخذوه منها؛ لأنه عرف في بلادهم أو خشية الضياع؟ 3- وما حكم تهديد البنت بالهجر والقطيعة من الأهل إذا لم تعطهم؟ 4- وهل البنت تكون آثمة بامتناعها من إعطاء أهلها مهرها، وتعرضها لمقاطعتهم لها؟ 5- وما معنى قول الله تعالى: ﴿وَءَاتُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحۡلَةࣰ﴾ فهم يستدلون به على أخذ المهر؟ 6- وفي الختام ما نصيحتكم للآباء والأمهات وأولياء الأمور عموما، الذين يحرصون على أخذ مهور بناتهم بهذه الطريقة؟ 7- وما نصيحتكم لمن يقر هذه العادات من طلبة العلم؟ نرجو منكم الجواب عن هذه الفقرات للبيان ولأهمية الأمر وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء؟ أجاب عنه فضيلة الشيخ أبي عبد الله عثمان بن عبد الله السالمي حفظه الله تعالى 29 شوال 1443 السؤال: شاب تزوج امرأة ثم طلب أهلها بعد الزواج منها مهرها الذهب بحجة أن هذا عرف في بلادهم، وخشية أن يبيعه الزوج، وإذا لم تعطهم سيقاطعونها. فالسؤال: هل المهر حق للأهل أم للزوجة؟ وإذا كان حق للزوجة فهل لهم أن يأخذوه منها؛ لأنه عرف في بلادهم أو خشية الضياع؟ وما حكم تهديد البنت بالهجر والقطيعة من الأهل إذا لم تعطهم؟ وهل البنت تكون آثمة بامتناعها من إعطاء أهلها مهرها، وتعرضها لمقاطعتهم لها؟ وما معنى قول الله تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ فهم يستدلون به على أخذ المهر؟ وفي الختام ما نصيحتكم للآباء والأمهات وأولياء الأمور عموما، الذين يحرصون على أخذ مهور بناتهم بهذه الطريقة؟ وما نصيحتكم لمن يقر هذه العادات من طلبة العلم؟ نرجو منكم الجواب عن هذه الفقرات للبيان ولأهمية الأمر وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء؟ الجواب: فإذا وقع المهر بيد المرأة فلا يجوز لأحد أن يجبرها على تسليمه له، فأهل البنت هذه لا يجوز لهم أن يأخذوا مهرها ولو كانت عادة البلاد، فهذه عادة سيئة، فلا يجوز إقرارها، بل الواجب هو إعطاء البنت لتتزين بها ومهرها أو تنفق على نفسها أو تعطي من شاءت، تعطي من شاءت بعضه أو كله بقوله: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾، فإن طبن لكم هل هذا يكون للأهل أم للزوج؟ هو محتمل، وقد يكون إلى الزوج أقرب، لأنها تعيش معه، إذاً المهر للمرأة لا لأهلها فهي التي تستحقه، أما أهلها ينبغي أن يكرموها وأن يعطوها فوق إذا استطاعوا كما هو حاصل من بعض قبائل اليمن، وبعض المسلمين يزيدون يعطون البنت فوق مهرها جزاهم الله خيراً. أما قولهم: خشية أن يبيعه الزوج أو أن يضيع أو غير ذلك، هذا إليها، إن شاءت أودعتهم، وإن لم تشأ يبقى عندها وعند زوجها. بعض الآباء والإخوة – هداهم الله – يتحايلون على بناتهم ويقولون: أقرضينا، وهو قرض لا قضاء له، وهذا في ذمتهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا هذا، سيأتون به يوم القيامة إذا لم تردوه إليها أو تسامحهم. قال: ما حكم تهديد البنت بالهجر والقطيعة من الأهل إذا لم تعطهم؟ هذا لا يجوز، لا شك في ذلك، وفعلهم هذا محرم، عليهم أن يتوبوا. سبحان الله! يُبون بنتهم في خوف ومذلة من أجل الدنيا، هذا لا يصلح، وهذه إهانة لها أمام زوجها، فربما عيَّرها وقال: انظري إلى أهلكِ البُخلاء، إلى أهلكِ الطمعين، إذا لم يتكلم بلسانه فهو بحاله. وكذلك لو علم الجيران أو علم الآخرون، هذه مذمة لهم أنهم يلحقون لمهر بناتهم. الرابع: هل البنت تكون آثمة بامتناعها من إعطاء أهلها مهرها؟ لا تكون آثمة، هي حرة، ولكن ننصحها أن تداريهم ببعض مهرها إن استطاعت واقتنعوا، ممكن تعطيهم ما تيسر: الثلث أو النصف، والنصف الباقي الله يهديهم. أما استدلالهم بالآية فهو في غير محلها، بل هي ردٌّ عليهم، لأنه قال: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ ما قال: وآتوا أهلهن مهورهن، هي رد عليهم، لكن الجهل الجهل، استدلال في غير موضعه، وفي الآية: ﴿فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا﴾، هو يخاطبهن، هي حرة ما تُكره، وتعطي من شاءت، تعطي للأزواج، تعطي إخوانها، تعطي أباها، تعطي أبناءها إذا كان الزوج والزوجة ابن عشر سنين لا بأس يحفظون الأهل، إذا كان الزوج صغيراً والمرأة صغيرة في هذا السن قبل البلوغ للآباء أن يحفظوا أمانة عندهم. وينبغي لأهل العلم ولطلبة العلم أن يبثوا بين الناس تقليل المهور، وأعداء الإسلام هم يستغلون مثل هذه المغالاة فيفتنونهن بالوظائف مع بعض المنظمات، وهكذا خرج النساء إلى المؤسسات وإلى الوظائف واختلطن بالرجال وصرن لا يبالين بالحجاب ولا يبالين بالاختلاط، فتحصل من وراء ذلك شرور كثيرة. بارك الله فيكم. فالتوبة من الجميع، وانظر لما كثرت المهور صار كل يطمع في هذا المهر، حتى أهلها يريدون المهر لهم. الله المستعان.أما نصيحتي في هذا – بارك الله فيكم – للمسلمين: فالواجب عليهم أن يحافظوا على بناتهم وأن يزوجوهن مبكرات ولا يتركونهن بعد البلوغ، إذا جاء الكفء فينبغي وأن يعينونهن على أمور دينهم ودنياهن، أن يتركوا مغالاة المهور، فإن المغالاة تسبب في تأخر النساء عن الزواج وتأخر الشباب وحصلت الفتن. النبي ﷺ قال: «أبرك النساء أقلهن مهراً» فلا يغالى في المهور، فإن المغالاة سبب للشرور بارك الله فيكم! وينبغي لأهل العلم ولطلبة العلم أن يبثوا بين الناس تقليل المهور، وأعداء الإسلام هم يستغلون مثل هذه المغالاة فيفتنونهن بالوظائف مع بعض المنظمات، وهكذا خرج النساء إلى المؤسسات وإلى الوظائف واختلطن بالرجال وصرن لا يبالين بالحجاب ولا يبالين بالاختلاط، فتحصل من وراء ذلك شرور كثيرة. بارك الله فيكم. فالتوبة من الجميع، وانظر لما كثرت المهور صار كل يطمع في هذا المهر، حتى أهلها يريدون المهر لهم. الله المستعان.
مشرف تقني